Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de Meryama

يوم كروي بامتياز

2 Janvier 2011 , Rédigé par Mariam FILALI Publié dans #Divers

                        

 

dsc5661[1]

 

   

لأول مرة يحدث أن يصادف ركوبي للقطار انطلاقا من محطة الدار البيضاء  الميناء حدث الديربي الكروي الكبير بين فريقي الرجاء والوداد . .

أول ما يلفت الانتباه طبعا في مثل هذا اليوم، هو اللونان الأحمر والأخضر اللذان يكسوان أجساد اغلب ركاب القطار. معظمهم من الشباب "الثائر" ، يصرخون ويصيحون بهتافات لم يسبق لي أن سمعتها من قبل .  

حاولت أن التزم بالعهد الذي قطعته على نفسي منذ أن وطأت قدماي مطار الرباط سلا ، وهو أن لا أقوم بالمقارنة بين المغرب وأي بلد  من البلدان المتقدمة لكنني لم استطيع .فحتى لو " فهمنا" سبب تردي ملاعبنا  وتجهيزات النوادي الرياضية ، وغياب تأطير جمعيات محبي الفرق الكروية ، وضعف التعزيزات الأمنية في مثل هذه المناسبات . فلا يمكن أن نجد مبررا للأضرار التي يلحقها هؤلاء المشجعون أينما حلوا وارتحلوا ولضرورة تعاطيهم للمخدرات قبل أن يطلقوا العنان لحناجرهم، وتكسيرهم للنوافذ وواجهات المحلات التجارية  ...

ولسوء حظي في ذلك اليوم ، التقى جمهور الرجاء والوداد في مقصورة واحدة فحظيت بفرجة فريدة من نوعها بدأت باستعراض كل جانب للتاريخ الكروي المجيد لفريقه والألقاب التي حصل عليها ، كل طرف يعزز أقواله بفيديوهات مسجلة على الهواتف المحمولة تخلد لأجمل  الأهداف والمراوغات ، وانتهت الفرجة"بمهرجان" من الكلمات النابية وتسابق بين مراقب التذاكر و "المشجعين الثائرين" ، انتهت باستسلام المراقب بعد أن انقطعت أنفاسه وهو يحاول أن يجبرهم على أداء ثمن التذاكر  ..

إن المنافسة بين مشجعي الغريمين التقليديين في كرة القدم في جميع دول العالم لتضفي لمسة من الإثارة على حدث الديربي  شريطة أن يطبعها احترام الطرف الآخر وان لا تخرج على نطاق السيطرة . 

لا أنكر أنني شاهدت مشاجرات بين المشجعين في المدن الأوروبية ، لكن معظمها ، إن لم اقل كلها كانت بين الثمالى، وعندما تقع هذه المشادات سرعان ما تتدخل فرق الشرطة المتواجدة في الملعب وحول جنباته وفي كل مكان لضبط الوضع والحفاظ على الأمن والنظام ، بل وقد يحدث أن تكتشف عند خروجك من الملعب انك تمشي وسط حشود مشجعي الفريق الخصم ، دون أن " يستفز ذلك أحدا من المشجعين ..." 

ذلك اليوم ، لم يشهد فقط حدثا كرويا وطنيا هاما  ، بل شهد كذلك فوز فريق الفتح الرباطي بكاس الاتحاد الإفريقي ، وهو بلا شك إنجاز كبير ، أبان عن حب الرباطيين لفريقهم ، حيث تعالت أصواتهم بالهتافات وهم على متن القطار يتصلون بأصدقائهم ، أو يستمعون إلى مذياع هواتفهم النقالة لمعرفة نتيجة المباراة التي خاضها فريقهم في تونس.وكما هو معروف ، فالمغاربة يشجعون كذلك الفرق الأجنبية ، وقد تتالت على مسامعي في ذلك اليوم أسماء جل الفرق الأجنبية ، فمنهم من يتصل للسؤال عن نتيجة البارصا و آخر ريال مدريد وآخر ارسونال و آخر اس ميلان ...فيصيحون هاتفين حين يعلمون أن فريقهم قد انتصر ويصرخون متذمرين حينما يصلهم خبر الهزيمة....

جميل جدا ،أن تثير كرة القدم كل هذا الاهتمام ، وان نجد المغاربة على اطلاع بأسماء الفرق الأجنبية ولاعبيها ومدربيها وترتيبها في البطولات ، والكؤوس والألقاب التي حازت عليها ، لكن الأجمل هو أن تعود كرتنا الوطنية إلى إشراقها ، حتى نعاود الإحساس بذلك الشعور الوطني الذي يستيقظ فينا عندما يخوض المنتخب الوطني مباراة على الصعيد الإفريقي أو العالمي ، إذ تتعالى أصوات المغاربة كافة بالدعاء والهتافات ، وتتسارع دقات القلوب عند كل محاولة للتسجيل...   

كم اشتقنا لتلك الأجواء الحماسية، وكم اشتقنا لرؤية العلم المغربي في منصات التتويج، وكم اشتقنا لتلقي التهاني من الدول الأخرى، وكم اشتقنا لان يشيد المعلقون الرياضيون للقنوات الأجنبية بالأداء المتميز لفرقنا ، وكم اشتقنا لان نفخر بلاعبينا وأطرنا الرياضية...

لكم أتمنى أن تتحقق هذه الأماني، وأخشى أن تظل مجرد أماني فقد طال الانتظار،   طال انتظار تحسن أداء الرياضيين المغاربة، وطال انتظار ملاعب وأندية يمكن الولوج إليها دون أن نخرج منها على متن سيارة إسعاف أو على نعوشنا   !   وطال انتظار تأطير المشجعين وجمعيات محبي الفرق الكروية لتغيير العقليات وتهذيب السلوك حتى لا نخسر مع كل حدث كروي عشرات الحافلات ، وحتى لا يتم تكسير واجهات المحلات التجارية وما يشبه ذلك من مظاهر التخريب والهمجية.

احلم بيوم يستطيع فيه المغاربة  أن يلجوا ملعبا في المغرب ، وان يشجعوا كما يحلو لهم ، و يعيشوا حماس الفرجة داخل الملعب ، مردد ين  شعارات تشجيع فريقلهم المفضل ، ثم  يعودوا  إلى بيوتهم دون أن  يتعرضوا  لأي أذى، ورغم انه يبدو حلما صعب التحقيق لا ينبغي أن نفقد الأمل.  

 

 

 

   

 

 

  

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article